just an angel Extreme.Engineer
عدد المساهمات فى المنتدى : 687
العمر : 31 مستوى النشاط فى المنتدى : 6682
العمل/الترفيه : Engineer المزاج : 3ady تاريخ التسجيل : 04/12/2009 الموقع : a7la balad fi el donia السٌّمعَة : 5
| موضوع: ساعة العرب متأخرة ساعة السبت يوليو 31, 2010 12:54 pm | |
| *ساعة العرب متأخرة ساعة* بقلم:سامي عبد الرؤوف عكيلة
كثيرون هم الذين كتبوا قبلي عن الوقت وضرورة احترامه، ولكن لا أرى أن حالنا مع الوقت في الواقع يتغير, اجتماعاتنا تتأخر, مؤتمراتنا تتأخر, مهرجاناتنا تتأخر, ندواتنا تتأخر, أفراحنا تتأخر, محاضراتنا حفلاتنا معارضنا .. الخ كلها تتأخر, ولهذا كله فإن أمتنا أيضاً في ركب الحضارة والنهوض تتأخر وتتأخر.. لقد بات التأخير ثقافة ملزمة لا أقول لدى عامة الناس بل لدى مثقفيهم ومفكريهم وأكاديمييهم للأسف, فإذا ما كانت دعوة الاجتماع الساعة الثالثة مثلا, فإن المدعوين يضيفون نصف ساعة تلقائيا على الموعد الأصلي لافتراضهم المسبق أن الاجتماع لن يبدأ في موعده كالعادة. إذا أردت أن تتعرف على تقدم أمة من الأمم وعلى مدى صوابية مسارها الحضاري, فانظر إلى مدى احترامها للوقت والمواعيد, وإذا ما كانت لقاءاتها تبدأ في الموعد المعلن عنه أم بعده بموعد واثنين؟!. اللِّحى العربيةالوقت هو وعاء العمل والإنجاز, وهو وعاء للأسف مشروخ في أمتنا تنقط من تحته ماء الحضارة العربية والإسلامية المعروفة تاريخياً باحترام الوقت وتقدير المواعيد. ومما ينثر الملح على الجرح هو القصص البطولية التي نسردها نحن العرب عن أعاجيب الغرب في احترام الوقت والمواعيد, فترى الواحد منا يقصُّها مزهواً بالقوم الآخرين, ونسينا أننا أمة أقسم ربها بالليل والنهار والعصر والفجر والضحى وجعل الصلاة على المؤمنين كتاباً موقوتاً. لقد استبدل العرب الجدد مَثَلَ آبائهم وأجدادهم "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك", بمثل مستعرب غريب "كل تأخيرة فيها خيرة", فلا أدري من أين الخير والخيرة من وراء التأخير واللامسؤولية تجاه الأعمال والمهام والآخرين؟! ولست أدري ما الذي فات العالم الأول وكسبناه نحن عندما أخرنا المواعيد؟! فلو كان هذا المثل صحيحاً لكانت الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس لا بأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر, بل بتأخيراتها المجنونة وعدم احترامها للوقت. دخلت المواعيد دوامة الفعل ورد الفعل اللامتناهية بين المتهاونين بالوقت وبين الخائفين من الانتظار, فلأن التأخير بات أكيداً, فإن المدعوين لا يحضرون على الموعد, ولأن الثانية حتماً تحدث, فأصبح المدعوون يتأخرون خوفا من الانتظار, وهكذا بين حانا ومانا ضاعت لحانا العربية. وإن من أسباب عدم احترام الوقت والمواعيد عندنا هو سجن المجاملات والتعظيمات الزائدة لبعضنا البعض, فكم من لقاء لم يبدأ في موعده الأصلي وتأخر إلى أن حضر فخامته وسعادته ومعاليه .. الخ ممن لا نجرؤ على البدء إلا بحضرته المبجلة. خطيئة الالتزامالملتزمون بوقت الحضور دائماً معاقبون بانتظار المتأخرين حتى يحضروا, وكأن الأصل هو التأخير, والحضور على الموعد هو الاستثناء الممجوج القاضي بمعاقبة صاحبه, ويبقى المتأخرون محتفظين بحقهم بشرف البدء بوجودهم. يقف خلف كل قصة تأخير ألف تبرير وتبرير: المواصلات, المصعد, الظرف الطارئ, النسيان, .. الخ, ولا أعلم إن كنا نخدع أنفسنا أم نخدع التاريخ بكل تلك الأعذار, عجل الزمان بنا يدور والوقت لا يرحم أحداً, والسباق الحضاري مع الأمم الأخرى غير متكافئة فبيننا وبين آخرها أميال وأميال، وكلما زدنا من سرعتنا بـ "ميجا هيرتز" واحد, زاد خصمنا سرعته بمئات أخرى. لا زالت الأمة تتأخر حتى تأخرت وتأخر معها كل شيء: التعليم والثقافة والتكنولوجيا والاقتصاد .. الخ, وبينما الأمة تحارب لتجد لها مكاناً تحت الشمس في الكرة الأرضية, بدأت أمم أخرى تبحث عن كواكب مجاورة غير الأرض لتمتد فيها وتستوطن, فماذا نحن فاعلون؟! وهل سيبقى الوقت لدينا أرخص من تراب الجزيرة العربية؟!. | |
|
xXx_2010 Extreme.Engineer
عدد المساهمات فى المنتدى : 324
مستوى النشاط فى المنتدى : 5963
تاريخ التسجيل : 05/10/2008 السٌّمعَة : 3
| |